نشرت وكالة بلومبيرغ تقريرا عن السيناريوهات المحتملة لأوضاع الأسواق العالمية في 2023 بعد عام شهد العديد من الأحداث السلبية، وأهمها ارتفاع معدلات التضخم وزيادة فاتورة الطاقة والغذاء.

وقالت إنه في الوقت الذي يراهن فيه المتفائلون على توجه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة، وخروج الصين بالكامل من عزلتها، وتراجع الصراع في أوروبا، يتحدث أخرون عن مخاطر قد تعيد الأسواق إلى الاضطرابات، وفقاً لـ «الحرة».

وكان الاقتصاد العالمي قد واجه في 2022 سلسلة أزمات، من أهمها الارتفاع الحاد في الأسعار، وحرب أوكرانيا، وزيادة معدلات الفائدة، منذرة بعام قاتم في 2023.

وتشير بلومبيرغ إلى أنه يلوح في الأفق استمرار ارتفاع التضخم باعتباره أحد المخاطر الرئيسية لعام 2023، بينما لايزال مستقبل الجائحة غير معروف مع المخاوف من ظهور متحورات جديدة.

وحددت 5 سيناريوهات تنذر بحدوث متاعب للمستثمرين في 2023 وهي:

«تضخم مترسخ»

وتشير في هذا الصدد إلى هبوط أكثر للأسهم والسندات وزيادة قوة الدولار مع ارتفاع تكاليف الاقتراض ما يهدد بحدوث ركود.

وقال ماثيو ماكلينان، من شركة «فيرست إيغل إنفستمنت مانجمنت: «لم يتوقع الاحتياطي الفيدرالي حدوث تضخم، وفي سعيه لمحاربة التضخم قد لا يتوقع كارثة مالية».

«تعثر» الصين 

قفزت الأسهم الصينية بنحو 35 في المئة مع اتجاه الصين لإنهاء عمليات الإغلاق، لكن هذه المكاسب مهددة بسبب «مخاطر إرهاق النظام الصحي» بسبب زيادة عدوى كوفيد.

وتتوقع مارسيلا تشاو، استراتيجية السوق العالمية في «جيه بي مورجان تشيس» أن تنجح الصين في إعادة الانفتاح لكنها تحذر من «مخاطر تطور كوفيد».

ولا يزال الانتعاش في الأسهم الصينية «هشا»، وأي احتمال لتعثر النشاط الاقتصادي من شأنه أن يضعف الطلب في أسواق السلع الأساسية، وخاصة بالنسبة للمعادن الصناعية وخام الحديد.

حرب أوكرانيا.. «ضربة واحد تكفي»

يحذر جون فيل، كبير استراتيجيي السوق العالمية في شركة «نيكو أسيت مانجمينت» من التأثير السلبي لتصاعد الحرب، وتشديد العقوبات على روسيا، كما ستؤدي العقوبات الثانوية على الشركاء التجاريين لروسيا، لاسيما الهند والصين، إلى «تقليل المعروض في العالم فيما يتعلق بالغذاء والطاقة ومواد أخرى مثل الأسمدة وبعض المعادن والكيماويات».

والسيناريو الأكثر رعبا هو استخدام روسيا السلاح النووي في أوكرانيا فمن شأن ذلك إنهاء الصادرات الزراعية الأوكرانية بضربة واحدة.

تراجع الأسواق الناشئة

يحذر التقرير من أن أي فشل في كبح جماح التضخم من شأنه أن يؤثر سلبا على الأسواق الناشئة.

وقال شين أوليفر، رئيس استراتيجية الاستثمار والاقتصاد في «إي أم بي سيرفيسيز» إن الأسواق الناشئة قد تعاني في 2023 إذا استمر الدولار في الارتفاع لأن العديد من بلدان الأسواق الناشئة لديها ديون مقومة بالدولار الأميركي.

عودة كوفيد

ويحذر الخبراء من أن ظهور سلالة جديدة أكثر عدوى لكوفيد، أو حتى المتغيرات الحالية التي تستمر لفترة أطول، قد يؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد مرة أخرى، مما قد يؤدي إلى زيادة التضخم وتباطؤ النشاط الاقتصادي.